"من أخطاء المحللين غير السياسيين الاعتقاد بأن أعداءهم يجب أن يكونوا أعداءنا" .. صفعة مهذبة من زعيم الحرية الملهم نيلسون مانديلا وجهها "وهو جالس" فى مقابلة تليفزيونية بواشنطن عقب الاستقلال العظيم، وتلقاها صحفى أمريكى "واقفا" ردا على سؤال خبيث حول دعم أيقونة النضال لبعض القادة ومنهم الفلسطينى ياسر عرفات، والليبي معمر القذافي، والكوبى فيدل كاسترو ... وحينئذ، كان هناك شاب طموح متحمس ببشرته السمراء يستمع إلى زعيمه وتتسرب كلماته على نار هادئة إلى وجدانه وتصهر مبادئه وإرادته.. وآمن بكل مشوار أستاذه الجليل، وورث مشروعه القومى المجيد إلى أن أصبح سيريل رامافوزا رئيسا لجنوب أفريقيا ويشاهد بعينيه جنوده من أبرع المحامين يقودون مرافعة القرن التاريخية لإدانة ومحاكمة العدو الإسرائيلي على جرائم الحرب وخطايا الاحتلال، ويعلنها التلميذ النجيب مستحضرات روح معلمه الأكبر العطرة :"لن نكون أحرارا حقا مالم يتحرر الشعب الفلسطينى"!!
بين المشهدين، عاشت عروس القارة السمراء فى رحاب أجيال من الأحرار تعلموا منطق الكرامة وكبرياء الحرية، ومنهما نهضت الدولة ونظمت المونديال العالمى وصنعت أمجادها السياسية وإنجازاتها الاقتصادية .. لأن الشعب سار على نهج قائده .. ورسم القبطان الماهر استراتيجية الازدهار وخارطة طريق تنمية البشر قبل الحجر .. وصار الزعيم قدوة حسنة ومثلا أعلى يحتذى به واقتنع "أشباله" من رجال السياسة بنفس المواقف والقيم النبيلة ... وأعظم الأمم تلك التى تعيش وتنمو وتحقق أحلامها من مبادرات وشجاعة "رأس السلطة" .. وقرارات شرفائها وفرسانها!!
شريف سمير